عُمال تُظلم وحُكام تعلم )),, بقلم الشاعر،،، هادى صابر عبيد

(( عُمال تُظلم وحُكام تعلم ))

.

قضيتُ عُمري صامِتٌ كما أردتُمُ

وقد صاح بداخِلي الصمت كليم

.

برح الصمت بداخلي جحيم

ولِمن أشكو والمشكو لهُ عليم

.

أدرك الصمت بأني مظلوم

جاش فخلع بداخلي رِداء الحليم

.

رُعاة أنتُم في الأرض نجوم

ارحلوا إن العتمة لنا رحيم

.

لو قُدِرَ للموتى بزيارتنا يوم

لِعلِمناَ بأن القبور لنا نعيم

.

لو كان الظالمُ مُحتلٌ الحرب لهُ نُقيم

ولكن الظالِمُ من أهل الديار مُقيم

.

بيننا قرابة الدمِ ومن أبناء العموم

وليس بيننا عداوة ولا خصوم

.

تربعوا على عرش قلوبنا والنعيم

أنهكوا الحشاشة وأذلوا فينا القيم

.

عملتُ في دياري أربعون عام

بتُ في الهرم وليس لي إنعام

.

فساد أنهك البلاد ويعلم النِظام

لا قانون يعدل ولا بِعادلٍ إمام

.

عمال السويداء على الجمر تنام

يعلمون بأن الكِبر لهُم جحيم

.

لا راتب ولا من مُعيل طعام

يموتون ألف مرة كُل يوم

.

أرباب يستعبدون الشباب ويرمونهُم

بعد الكِبر كما تُرمى فضلات العِظام

.

عُمال معامل الحجر والرُخام

أعمال شاقة محكومٌ عليهُم بالإعدام

.

أجورهم لا تكفي لأطفالهُم طعام

و تأمين العمل عليهُم ممنوعٌ وحرام

.

وإذا بعاملٍ طالب بحقه يُضام

يُطردُ من عمله ويُصبِحُ ذميم

.

لا نظام يُجبر أرباب النعيم

على تأمين عُمالِها وزيادة النِعم

.

والقضاء فاسِدٌ وللفُقراء أذانهُ صمم 

وأرباب المال بالمال تشتري الذِمم 

.

لا اتحاد عُمالٍ يُنصِفُ عُمال تُضام 

ولا من مُلزم لتأمين عمال بعيشٍ كريم 

.

ومن يُنصِفُ كبار السن براتبٍ يدوم 

المشكو لهُ عليم والشاكي  مهموم 

.

هادي صابر عبيد 

سورية / السويداء 

.