كنت هناك!
سمعت طرقا خفيفا على الباب نهضت متثاقلة لكن
أختي سبقتني فتحته وإذا بي أرى نورا يشع من
وجهها ركضت نحوها وارتميت بأحضانها باكية
غمرتني بقوة بدفئ عميق وأخذت تنظر إلي
تتفنن برأيتي والدمع يسترسل من عيناي
أما هي فقد نشفت عيناها وجف دمعها
أخذتني من يداي فإذا بها تلامس خاتمي فتنهزم
وتبكي بحرقة الأم التي ثكلت فلذة كبدها
وماكانت لتلك الشهقات أن تسكت لكنني أشفقت
عليها مني فمسحت دموعي وقبلتها بجبينها
وبيداها تذكرته حينها فقد كان يقبلها كل حين
تنهدت الصعداء وكتمت بداخلي صوت الألم!
بصوت مبحوح كلمتني قالت أنه يكلمها بالمنام
وله رغبة بزيارتك!
بنيتي كفاك وكفاه فليرقد بسلام!
تاه كلامي حينها وصمت ألمي بألم وافقت والخوف يتملكني كيف له أذهب!
هل أصبر أم هو يصبر أم القبر بلقائنا يصبر!
توغلت الأفكار بداخلي لكني قبلت بعدها!
كانت الرحلة أطول من واقعي ومراري كتبتها
دواوين شعر بلمح البصر بغذر القدر!
وحين وصلنا وطن بلا جواز سفر تعثرت قبلها
وتراجعت كذبيحة ساقها القدر!
فقدت صبري وكياني وارتميت بحضن قبر جديد
كان يوما بسمة أحلامي!
تريث الكون بعدها وهطل المطر وصاح اللوم أيا
قدر لا مفر!
فقدت ذاكرتي ساعتها وكل أمر بعدها صرخ ألمي
دمعا سخيا ارتوت أنحاء مثواه الأخير ومثواي
الجديد!
وبين أوتار عصفت بي هزني شوق غريب ارتعشت به حواسي فخلذت لنوم عميق وكأنه
سبات راحة لامثيل لها ليتني لم أفق!
أهداني حينها كتب الشعر بلا أجل أهداني روحه
فهدأت روحي وسكنت تلك الجروح كأنه مسكن
فوري أزال من بعض ما قضيت من شبابي
أيا حبيبي أيتمتني وأنا لازلت طفلة!
وإذا بيد حنون تلامس شعري وتهزني تعالي
بنيتي آن وقت الرحيل قد رحل شهيدا وذاك لنا
نصيب!
تعليقات
إرسال تعليق