هدى حجاجي احمد
============
العازف "عاشق الروح "
غمرته السعادة عندما قرر الأطباء دخوله المستشفى لرابع مرة لا لشيء إلا لأنه سيكون بجانب حبيبته فى كل لحظة من لحظات يقظته وأحلامه وبإحدى الجلسات العائلية بمنزله اجتمع والداه وكانت حبيبته هى النجمة المتلألئة وسطهم كأحد أفراد العائلة ، وكعادة الوالد فى تلك الجلسات المحببة إليه وجميعا أخذ يروي لهم قصة من قصص بطولته وهو فى عز سنين عمره وقد أخذ يقدم لهم الصور التى تمثله وهو فى أوج عظمته ومجده ويشرح لهم مناسبات كل منها وبين كل صورة وأخرى أخذت "ليلى " تمعن النظر فيها وتطرى القول بها وتصف بدقة كل شئ ظاهر وملفت للنظر من عظمة وكبرياء ،وفى تلك الأثناء أشار لها الوالد إلى صورة كانت تستمع منه إلى التاريخ والمناسبة التى أخذت له فيها وعن أيامه التى كان فيها في أعز أيام شبابه . وقد زاد من إعجاب الوالد وفخره هو تعليق ليلى الجميل ، وعندما أرادت الالتفات خلفها لتعود إلى مكانها فاصطدمت بالبيانو صدمة قوية ولكنها أخفت آلامها أمام عظمة صنع البيانو وجماله ، وأخذت تتفحص صناعته وهي تبدي إعجابها به وتمنت لو أنها تعلمت العزف عليه وتسمعهم أعظم الألحان التى يحبها الجميع ولتسلي نفسها وقت فراغها . وعلى أثر تلك الرغبة من ليلى طلب الجميع الحبيب المتيم أن يعزف لهم بعض المقطوعات الموسيقية المحببة له ،وأمام إلحاحهم قام من جلسته وأخبرهم بأنه سيعزف مقطوعة جديدة يستمعون إليها لأول مرة . كم يشبه حبك الموت.. يثقب قلبي ليخطف أنفاسي يثقب ذاكرتي.. ليمسح كل ما فيها ويحتويني بلا شريك ..
تعليقات
إرسال تعليق