طعنة بردٍ قارصة/// بقلم الشاعرة/ هدى سيف

طعنة بردٍ قارصة///

بقلمي 
هدى سيف

برغم الآلام والأحزان لمصاب ألمّ بهم... .
 لا تكفينا كلمات نبوح بها ....
علها السماء تمطر عليهم بردا يرتوون زمزما....
 وموائد يملؤون فراغ أحشائهم....  
قَرَصها الجوع ....
فلا حديث يروي عطشان ....
لا بوح يشبع جوعان....
 لا طرب يدفىء عريان....
 نامت عيون الناس...
 عن من بالبرد تجمدت أواصرهم....
 والأحداق منهم تناظر الأحداق....
يناظرون غربان بالسماء....
 تحوم  وتحوم ...
بارتقاب الجيف....
 أو كأنهم للموت يرتقبون......
 ودخان أنفاسهم......
وسرعة جياد نبضاتهم ....
من وحشة البرد الكاسر لا تكاد تهدأ هرولة...
أين الرحمة وأين الإنسانية ؟.....
قلوب جافاها حرارة الشعور....
طفل رضيع ....
قَرَصَ قلبه الجوع وشدة برد....
 وأمٌّ احتارت  !!!
جف الصّدر دون الطفل زاد !!!
أطفالٌ ....شيوخٌ بالعراء دون المأوى !!!
يتأوهون بردا وجوعا دون الدفىء والمسكن...

أمٌّ تناجي رضيعها بعد أن جفّ الصّدر:

قلبي عليك انكسر

           وصدري عنك جفّ وانفطر

عَلّني مريم تحت الشجرة

                     أناجي الله أن هُزّيها تَنزِلُ بالرّطبُ 

علني هاجرُ أضربُ الأرض بقدماي

                            تُخرج ماءا زمزما باردا يرويك

أب يناجي أبناؤه الجوع والبرد:

لا تجزع أي بنيّ بردا جوعا

                               فالذي خلقنا لابد يُنجدنا

دعني أضمك ألتحفك دفئا
                     رشفة ماء تبقيني و تبقيك أحياء#
بقلمي 
هدى سيف
#Huda Saif

تعليقات

المشاركات الشائعة