كتب / جمال القاضي
وماذا بعد كرونا ؟
سياسة تحليلية
-------------------------------------------------------------------------
هذا القطار الغريب والذي لم يصنعه بشرا جاء حاملا بعرباته جنودا خفية وأخذ بطول طريقه يفرغ محتوياته عبر زيارته إلى دول العالم المختلفة هذه الجنود التي ظلت حتى الآن تحارب في الخفاء وتحصد الكثير من الأرواح وتخلف من ورائها خسائرا مادية كبيرة أتى معها القدر أيضا ليغير سجل ترتيب الدول بالنسبة للقوى العظمى حيث أنه لم يكن في منظومة دفاع أية دولة سلاح رادع لها في منصتها الدفاعية في مجال الطب منذ اللحظات الأولي لعبور هذا القطار أومقاومة جنوده الخفية أو إيقافه عند محطة واحدة لايستطيع بعدها مواصلة طريقه إلى غيرها من الدول فالقوة هنا نوعان النوع الأول هي السرعة في القضاء علي الفيروس والخروج منه بأقل الخسائر الإقتصادية الممكنة فالدولة التي سارعت بمحاربتة بإكتشاف علاج له فهي سوف تصبح بالترتيب الأول بالقوة العالمية والنوع الثاني من القوة ليست قوة إقتصادية أو قوة بإكتشاف علاج وإنما هي قوة تعكس تضامن أفراد الشعب لأي دولة والتكاتف والوقوف صفا واحدا لمنع إنتشارة رغم إقتصادها الضعيف فهذه القوة تجعل فيما بعد لكل من يفكر بغزوها تفكيرا طويلا قبل إستعمارها نظرا للترابط المجتمعي القوي والوقوف ضد أي مواجهة سواء كان غزوا للأرض أو غزوا للفكر أوغزوا ثقافي كما أن هذا القطار قد أزال الأقنعة عن وجوه الكثير من الدول التي كانت دائما تتحدث عن حقوق الإنسان وتأتي بأقوال لم تتوافق مع ماتفعله هي مع أفراد شعوبها والوحشية والتخلي عن أخلاقها المهنية الطبية في أسلوب العلاج لكل من أصابه ذلك الوباء في إختيار من يتم علاجه أولا وترك غيره يلقى مصيره دون رعاية طبية والتميز الواضح فيما بين هؤلاء البشر فتجعل معها كل أذن كانت تستمع إليهم من قبل في حالة صمم تام فيمابعد حين يتحدثون عن حقوق الإنسان فالقوى العظمى التي كانت للدول بالأمس سوف تختفي غدا ويظهر غيرها ممن لم يكن لهم في الحسبان ترتيبا مطلقا كما يصاحب ذلك أيضا إنهيارا وتففكا في الإتحادات التي كانت تشمل تجمعات كثيرة من الدول مثل الإتحاد الأوربي وغيرها لتصبح كل دولة منفردة تعمل بسيادة لايحكمها سوى نظامها السياسي الخاص بها لتغير منظومتها الداخلية بإختلاق توقعات لأشياء خارجية قد تأتي من الظلام أو من العالم الخارجي
--------------------------------------------------------------------
تعليقات
إرسال تعليق