( حلمٌ شهيٌّ ) بقلمي 8/3/2020
في ذاكَ الصباحِ النديِّ - دونَ مُحفّزاتٍ - غزتْ الإبتسامةُ وجههُ المرهقَ الذي أفسدتْهُ ظروفُ الحياةِ...رفضَ النهوضَ في محاولةٍ يائسةٍ للإمساكِ ببقايا الأملِ الذي رافقَه طيلةَ الليلِ ،ذاكَ الحلمُ الجميلُ كانَ وجبتَه الدسمةَ لهذا الصباحِ .اكتفى بكأسٍ من الشايِ ، وشرعَ يحُثُّ الخُطا الى ذلك الركنِ الفسيحِ في حَياته....مرَّ بالقربِ من منزلِ محبوبتهِ... تنفّسَ الصعداءَ...لاحَ حلمُ المساءِ مُجدداً أمامَ عينيهِ ...ردّدَ عبارةً عفويةً أثناءَ ذلكَ ،توقّفَ لحظةً كحافلةٍ نفدَ وقودُها...ثم عاودَ المسيرَ يفكّر في عبارتِه الفطريّةِ : ( ما أجمل أن يكون الزاد حلماً شهياً ) . وصل الى بستانه القريب مع شروق ذاك اليوم ،كانت الشجرةُ الصغيرةُ أُولى مُنغّصاتِ ذاك اليومِ فقد لاحتْ عليها علائمُ الموتِ الأكيدةِ ،أسرعَ إليها ،سقاها ،كان يدركُ وقتَها بأن الوقتَ قد تأخرَ كثيراً. دلوٌ من الماءِ قبلَ عدّةِ ساعاتٍ كانَ أنفعَ في نظرهِ من بحرِ الماءِ الذي قدمَه لها بعد فواتِ الأوانِ . عاتبَ نفسَه قائلاً : كانَ عليَّ أن أرتّبَ أولوياتي ،وهنا شردَ في تفاصيلِ عبارتِه...أولوياتٌ نعم أولوياتٌ...هذهِ حقيقةُ الحياةِ فثمّةَ في حياتِنا أولوياتٌ لا يمكن أن نؤخرَها...كان درسُ هذا الصباحِ قاسياً ومفيداً في نظرِه..قفلَ عائداً الى بيتِه ،نزعَ لباسَ عمله ، ارتدى أجملَ ثيابِه ثم قصدَ منزلَ حبيبتِه ليفاتحَ والدهَا بأن ابنتَه الجميلةَ هي باكورةُ أحلامِه ، وأنّها أولويةٌ روحيّةٌ ، وأنّ ثَمّة أرواحٌ قد تموتُ اذا تأخّرَ الحُبُّ في الوصولِ الى جُذورِها
محمود خليل رزق
سورية / ريف دمشق / حفير التحتا
تعليقات
إرسال تعليق