العنف المدرسي مع الظواهر والأسباب بقلم الكاتب جمال القاضي

العنف المدرسي مع الظواهر والأسباب
بقلمي جمال القاضي

لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة احداثًا كثيرةً في الحقل التعليمي، مابين اعتداء لأحد أولياء الأمور بالضرب على معلم ، وغيرها كان لإحد الطالبات التي راحت تتعدى بالضرب أمام الطلاب على معلمة حتى أفقدها الوعي لتنفل الى المشفى وهي في حالة خطيرة ، ثم اهانة احد مديري المدارس من قبل احد المسئولين فلايتحمل هذه الآهانة فيسقط ميتا امام الجميع، وغيرها كان من اغتصاب للأطفال من العمال او معلمي احد المدارس الخاصة واغتصاب جماعي لغيرهم في مدرسة غيرها،

وغير ذلك من الراقصات اللاتي كن من الطالبات واستخدام هواتفهم للتصوير لما يفعلن، وهؤلاء الذين ذهبوا بسلوك مختلف من عنف واتلاف لمحتويات حجرات الدراسة من مقاعد أو كراسي ، واستخدام البلطجه من اولياء الأمور والتربص بالمعلمين خارج المدرسة لمجرد محاسبة اطفالهم محاسبه بسيطة والنيل منهم كعقاب منهم على فعلهم هذا

ومانرى غير هذه السلوكيات من التدخين داخل حجرات الدراسة وتعاطي الأقراص التي تسبب الإدمان في بعض المدارس، واستخدام الهاتف في الدخول والعرض للمواقع الايباحية اما عن طريق استخدام المخزن منها على هذه هواتفهم، او الدخول اليها مباشرة عبر الإنترنت نت مستخدمين في ذلك شبكات انتر نت المدارس ببرامج حملها هؤلاء الفسدة من الطلاب تستخدم لفك الحماية بالمدرسة .

لكننا نقف عند هذه الظواهر جميعها ونسأل انفسنا لماذا تطورت هذه السلوكيات تطورًا سريعًا للدرجة التي جعلتنا جميعا نقف في تعجب مما يحدث من هذه السلوكيات المتلاحقة ؟

ان هناك اسباب عديدة وراء سلوكيات العنف المدرسي
نذكر منها جزءًا، لكننا قبل ان نذكرها علينا ان ننظر بنظره عميقة داخل المجتمع الذي نعيش فيه اولا ونرى ونقارن بين الحاضر والأمس وماذا فيهما من اختلافات للجيد والسيء، للمرغوب والمفروض، بين والد الطالب الأمس واليوم، بل نقارن سلوكيات كاملة واجمالية ومجملة لسلوكيات الأسرة وكل أفرادها وماذا حدث فيها من تغير واضح ثم بعد ذلك ومع هذه النظرة العميقة والمقارنات التحليلية يمكننا ان نضع ايدينا على هذه الأساب

ومن هذه الأسباب نذكر بعضها
اولا: سوء الحالة الإقتصادية وتدني المستوى الإجتماعي

لعل القارئ يأتي الى ذهنه سريعًا سؤالًا، وهو ماعلاقة سوء الحالة الإجتماعية بالعنف السلوكي بالمدرسة ؟
نعم هناك علاقة وطيدة بين هذا وذاك، فسوء الحالة الاقتصادية للأسرة أدى إلى غياب دور الأب في التربية، وكيف لا وقد كان قبل ذلك وقبل ان يعيش أسوأ الحالات من تدني الحالة الإقتصادية يجلس في نهاية اليوم وبعد عودته من عمله وحين يجتمع كل أفراد الأسرة ويلتف الجميع حول مائدة الطعام على وجبة الغذاء يسأل الأب كل فرد من أفراد أسرته عن كيف كان يومه الدراسي ويسأله عن واجباته وماذا أنجز منها وماذا تبقى وهل يحتاج لمساعده فيها أم لا، وغيرها حتى يصبح لديه بعدها قاعدة بيانات واضحة عن كل فرد في افراد أسرته، لكنه اليوم لم يعد لديه وقتًا ليسأل، بل يحاول ان لايجعل من وقته فرصًة للسؤال حتى لايطلب منه ابنه مزيدًا من المال للدروس الخصوصية او غيرها، فضاع دور الأب في معظم الأسر ولهذا فقد غاب عن ساحة التربية ودوره الأصيل فيها .

ثانيا: التدخين وتعاطي المخدرات وإدمانها
نحن نعيش حالًة من تفشى وباء الادمان حتى طال هذا الوباء
معظم الأشخاص، صغيرًا كان او كبيرًا، تلميذًا ووالده، ذكرًا كان او انثى، فلم يعد للأب عقلًا يميز مع هذا الادمان فهو يرى كل ماتراه عيناه من نساء سواء كانت زوجته او امه أو ابنته مجرد انثى يافعة تمتلك شهوة كما تحدثه وسوسات نفسه ليوقع بها فيغتصب ابنته واخته وأمه ويفعل بهم جميعا الرذيلة، فمات عقله ولم يعد لديه سوى هذه الرذيلة بصفات شخصيته يتابعها أبناءه وبعدها نرى سوء سلوكياتهم التي راحت تترجم على هيئة عنف مدرسي موروث بالتقليد

ثالثا: غياب او ضعف العقوبة

لاشك ان العقوبة هي بمثابة أسوار تحول بين الشخص ومايفعله من فعل خطأ، ففي الأسرة ذاتها يستخدم الأب أحيانا العقاب البدني والعقاب النفسي كعقوبة على فعل غير مرغوب فيه ولولا هذه العقوبة لكان مايعقب ذلك فعلًا أشد سوءًا مما كان من قبل،
لكننا أمام لوائح غير رادعة ابدا لأفعال يفعلها هؤلاء الطلاب بالمدارس لو كان منهم هذه السلوكيات من تكسير او اهانة او ضرب وحدثت كلها او بعضها بالمنزل او داخل إطار الأسرة لكان العقاب البدني هو أول العقوبات التي يستخدمها الأب في عقاب من فعل هذا السلوكيات، ولأن العقوبات داخل القوانين واللوائح المنظمة للعملية التعليمية في اقصاها هو الفصل من المدرسة فكان بمثابة حافزا للطالب للهروب بعيدًا عن النظام المدرسي ومافيه من تقيمات يراها الطالب عقوبة له، فكان الطالب لايرى في هذه اللوائح مايخيفه أو يردعه من فعل لهذه السلوكيات والعنف داخل المدارس .

واخيرا
نحن بحاجة ان من يحلل وينظر ويقارن ويرصد النتائج ويقف عند كل سبب من اسباب العنف المدرسي

نحن بحاجة لأسلوب عقاب يجعل الطالب يفكر الف مرة من اتيان لاي فعل مخالف يعلم انه سوف يعاقب عليه أشد العقاب

نحن بحاجة إلى تحليل مخدرات للطلبة والطالبات بصفة عشوائية الزمان ودورية للوقوف على الحالة الصحية وفصل كل من يثبت إيجابية تحاليله كما هو متبع في تحليل المخدرات للمعلمين والمعلمات

نحن بحاجة إلى تحليل مخدرات ايضا لسائقي التكاتك والسيارت
لضمان سلامة أبناءنا

نحن بحاجة لإعلاء مكانة المعلم والتي ضاعت بين المجتمع نتيجة تعرضه للإهانة بداية من أفلام السينما التي كانت تستخدم كرامته كمادة يتربح من خلالها منتجوا هذه الأفلام بإظهاره فيها كمتسول مثلا، ثم تناولها من خلال وسائل الإعلام بشكل مهين من خلال اهانته من قبل احد المسؤلين أمام الرأي العام

نحن بحاجة الى برامج توعية ترسخ العادات الحميدة وتعيد روح الماضي وأصالته من جديد وتدعو لنبذ العنف

نحن بحاجة لاستخدام أساليب جديدة في التقييم لاتضيع او تقضي على وقت الطالب وحقه في ان يجد من يعلمه داخل المدرسة تعليمًا حقيقيًا

نحن بحاجة لوقت يبرز مواهب الطالب والعمل على إتاحة الفرصة امامه ليعبر عنها ويستغلها استغلالًا يجعله في رضى عن نفسه اولًا وعن مدرسته التي يرى فيها إثبات ذاته وتنمي هذه المواهب بداخله

نحن بحاجة لمن ينظر للتعليم كاملًا بكل جوانبه من طالب ومعلم ومنهج وأسلوب تقييم ومخرج يفيد المجتمع .


تعليقات

المشاركات الشائعة