الدكتور طاهر مشي يرثي والده بكلمات كتبت بنبض القلب
إلى روح أبي…
ااااااااااااااااا اااااااااا
أبي… حين غبتَ تبدّلَ في القلبِ شيءٌ
كأنَّ الوجودَ بحدسٍ خفَتْ أضواؤهُ وانطفأَ
تبعثرتُ بعدكَ مثل الندى
إذا لفحَته الرياحُ، فضاعَ على بُعدِها واستدفأَ
فما عادَ يومي كما كان يومًا،
ولا عادَ صبحٌ إلى الروحِ يخطو بخطوٍ واثقٍ مُشرقًا مُنطلِأَ
تُرى، هل تراكَ السنينُ التي تركتها فينا،
تداوي جروحًا أم تزيدُ الأسى والأوجِعَ جمعًا وتجمعَ ما قد تفرّقَ وانصدَأَ؟
وقفتُ على باب دارك يومًا
فقيل: “هنا كان، لكن صدى الذكرى هو الباقي المتردّدُ المُنطفِئَ المُنبَثِأَ”
فبكّيتُ حتى تهجّدَ وجدي
وصار الدعاءُ سلاحًا يلُمُّ انكساري كلّما الليلُ في وُحشتهِ بشجوني امتلأَ
أراكَ، ووالله ما غبتَ عني
فروحُك في مهجتي تُوقِدُ العزمَ، تُنهضُ ما خابَ، تُصلِحُ ما انصدعَ وانخذلَ وانهَزَأَ
تعلمتُ منك الثباتَ إذا
تهاوت على الصدر أيامُنا، واشتدّتِ المحنُ وارتفع البلاءُ وتسطّرَت صُوَرًا تزيل الضمأ
وتعلمتُ أن الهوى لا يزولُ
إذا كان أصلُ كراماتِ روحٍ وملءُ الحنانِ الذي لا يُشترى أو يُبتدأَ
سلامٌ على وجهِك الطاهرِ
سلامٌ على خُطواتك التي ظلّت على الدربِ أثرًا من البركةِ يجلو العثارَ ويُحيي الدروبَ إذا خبتْ وطفِئَتْ وانطفَأَ
سلامٌ على ضحكاتك التي
ترنُّ بصوتٍ خفيٍّ، كأنّ المدى يستعيدُ صداها إذا الفجرُ في هدأةِ النورِ قد شقّ ليلًا وأشرَقَ وارتفعَ وارتَفأَ
أبي… لا أزالُ أراكَ معي
فإن غابَ جسمُكَ، فالروحُ عندي تُقيمُ، وللحبِّ في مهجتي مسكنٌ لا يُطرَأَ عليه الفناءُ ولا يُنتَزَأَ
وحتى أعودَ إليكَ يومًا
سيبقى اشتياقي دعاءً يطولُ، ورجاءً يطوفُ بقلبي، يضمدُ ما كسَرَ العمرُ، يرمّمُ ما اهترأ
ااااااااااااااااا



تعليقات
إرسال تعليق