من قطاف السوسن
كان القطاف غزيرا من ندى الغيم للزهر
فجأة اشرقت الشمس فاختزلت الوفرة
بالجفاف فاذبل القنديل الشعاع واطفأ
النهار نور الامس اودع السكون الجنازة
لمقابر الزهور وناح رنين الافلات المدامع
انتهز الحزن مرور الموكب افرج عن غيض
من جمهور الشامتين بالندامة والحسرات
قتل نبض الامل في متاهات السكون قهر
اعميت بصيرة التبصر على مقاعد العجز
بترت الظنون اغصان المرجة فاحت ريح
الوجع في جيوب التخم ازلفت بطون كل
الجياع بالضياع سلمت جوازات الاسفار
مضت بالترحال في عوالم التشرد قتل
ذاك الحسون على ركاب الخضيض فلم
يعد عليه ريش تحتمله جنائز الهواة من
اعداء الاعدامات تفاخروا بذئاب الموت
في حواضن الاطفال نهشوا حتى الفراخ
والرضع اسقوهم سموم الذل اقتسموا تلك
الخريطة المرسومة على فستان الراقصة
اهانوا حتى الجسد في اسواق النخاسات
وارتضعوا حليب الشهوات بالتبادل لاجساد
ميتة في مقابر المسنين وتلك العجز سطر
على صدورهن العقم الازلي من نواح قاتل
احمق من باع وطن بكاس عرق او رشفة
من تلذذ على صحون الغزاة غريب من باع
سوسن بلاده للغرباء واطلق اياديهم بقطاف
البرية في مواسم الولادات على سجل تاريخ
فيلسوف الادب المعاصر عيسى نجيب حداد
تعليقات
إرسال تعليق