مُناجاة .
بقلم الدكتور عمران صبره الجازوي
إلهي ، إنَّ طاعتي ليست بمقدارِ معصيتي ، وإساءتي لتربو على إحساني ، وخوفي أضعافُ أماني ، ولكن ثقتي بك ، وتكلاني عليك ينفثُ في روعي أن ذنوبي وإن بلغت عنانَ السماءِ ، وخطاياي وإن كانت كقرابِ الأرضِ ، فهي كالجليدِ إذا ما أشرقت عليه شمسُ عفوك أذابته ، وبأنَّ أرضي وإن أجدبتها المعاصي وأقفرتها الذنوبُ إلا أنها في انتظارِ سحائبَ رحمتك لتنزل عليها ماءَ غفرانك فيحييها ، وينبتُ بذورَ التوبةِ فيها ، وتتعاهدها دموعُ الندمِ والحسرةِ على التفريطِ في جنبك ، والتقصيرِ في الاستجابةِ لأوامرك عساها تثمرُ قبولاً لديك ، ونجاةَ من الحسابِ يومَ العرضِ عليك .
إلهي ، لقد ضيّعتُ من عمري أعواماً ، وأنا أطعمُ خيرك ، وأطيعُ غيرك - أي شيطاني ونفسي الأمّارةَ بالسوءِ - ، أتبغّضُ إليك بالمعاصي ، وأنا أحوجُ الخلقِ إليك ، وتتودّدُ إليَّ بالنعمِ وأنت أغنى الأغنياءِ عني ، فطاعتي لا تنفعك - إن أطعتُ - ، ومعصيتي لا تضرك - إن عصيتُ - ، فإن كانت ذنوبي قد وقفت حائلاً بيني وبين الدخولِ عليك ، وجعلتني أنثني خجلاً من الوقوفِ بين يديك ، وخارت قواي فلم أتمكن من تكملةِ المسيرِ إليك ، فكلّي أملٌ في أن تجودَ عليَّ بتوبةٍ ، تمحو عني بها أدرانَ كلِّ حوبةٍ ، وتأخذ بناصيتي إلى ما تحبُّ وترضى عساي أن ألحقَ بركابك ، وأنيخُ مطاياي ببابك ، فأدخلُ عليك ، فأجدك جواداً كريماً تعاملني بالفضلِ لا بالعدلِ ، فإنك إن عاملتني بالعدلِ يا مولاي لكببتني على وجهي في النارِ وأنت غيرُ ظالمِ لي ، فسبحانك ربي ما أكرمك !
تعليقات
إرسال تعليق