عضوُ مجلسِ النوّابِ كما أُحِبُّ أن أراه ... بقلم الدكتور عمران صبره الجازوي
عضوُ مجلسِ النوّابِ كما أُحِبُّ أن أراه ...
بقلم الدكتور عمران صبره الجازوي
إنَّ مجلسَ النواب لهو السلطةُ التشريعيةُ ، ويُوكلُ إليه اختصاصاتٌ متعددةٌ حيث يتولى سلطة تشريع القوانين ، وإقرار السياسة العامة للدولة ، وكذا الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، والموازنة العامة ، كما يمارسُ الرقابة على أعمالِ السلطة التنفيذية ؛ ولعظمِ مسئوليته وخطورتها في آنٍ واحدٍ يجبُ أن لا يترشّحَ له إلا الصفوة من أبناءِ الشعبِ الذين يمتلكون المقومات التي تؤهلهم للاضطلاع بالمهمة العظيمة التي تقعُ على كواهلهم ، بالإضافةِ إلى اتصافهم بصفاتٍ من أهمها ما يلي :
- أن يكون على قدرٍ من الثقافةِ ، ممتلكاً لأدوات الحوارِ ، والأخذِ والردِ ؛ ليتسنى له التعبيرُ عن آلامِ الشعب وآماله .
- أن يجعلَ من شغله لمنصبِ عضو مجلس النواب رسالةً لا منصباً ، تكليفاً لا تشريفاً ، وأن يكون هدفه قضاء حوائج من اختاروه ليمثلهم ، مؤهلاً لحملِ الأمانة التي نيطت بعنقه ، وتبعاتها الثقال .
- أن يكون على درايةٍ بما عليه من واجباتٍ تجاه وطنه وشعبه ، وبما له من حقوقٍ وسلطاتٍ يحسن استغلالها ؛ لتعودَ بالنفعِ على أبناء دائرته الانتخابية .
- أن يعرفَ مقدارَ النعمةِ التي أفاء اللهُ بها عليه - إذ أصبح واحداً ممن اختصهم اللهُ بقضاءِ حوائجِ العباد ، أولئك الآمنون من عذابِ الله يوم القيامة ، وهذه مكانةٌ لا تدانيها في السموِّ مكانةٌ - ، وذلك أدعى لأن يؤدي شكرها باستعمالها في طاعةِ اللهِ عبر خلقه بالأخذِ على إيدي الظالمين ، وإنصافِ المظلومين ، والدفاعِ عن حقوقِ الفقراءِ والمهضومين لا يألو في ذلك جهداً ، ولا يدخرُّ وسعاً .
- أن يكونَ متواضعاً لا ينظرُ إلى من هو دونه باستعلاءٍ ، وليعلم أن سعيه في قضاءِ حوائجِ الناس - فقيرهم وغنيهم ، شريفهم ووضيعهم - لا يزيده إلا رفعةً وعزّاً لا ضعةً وذلّاً .
- أن لا ينتظرَ إتيانَ الناسِ إليه ، بل يهرولُ إليهم ، ويقومُ بعقدِ اللقاءات الجماهيرية للتعرفِ على مشكلات الناسِ ، ويسعى لحلها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .
- أن يكونَ بابه مفتوحاً لا يُوصدُ ، وأن يختار له بطانةً صالحةً يكونون له عيوناً تطلعه على همومِ الناس ، وما يؤرقُ مضاجعهم ، وتمهّدُ لهم طرقَ الوصولِ إليه ، وليعلم أن بطانته لو حالت بينه وبين الناس في الدنيا فلن تقفَ حائلاً بينه وبين عذابِ الله في الآخرةِ .
هذه هي بعضُ الصفاتِ التي يجب أن يتحلى بها أعضاءُ مجلسِ النوابِ ، فإذا ما توفّرت في نوّابنا - رعاهم اللهُ - استكملت مصرنا الحبيبةُ مسيرةَ نهضتها ، ولحقت بركبِ التقدمِ ، وأصبحت كشجرةٍ وارفةِ الظلالِ يستجيرُ بظلها مواطنوها - سواءً كانوا رؤساء أو مرؤسين على اختلافِ عقائدهم الدينية ، وتوجهاتهم الفكرية - من رمضاءِ المحسوبيةِ والأثرة - أي حب النفس - والاستئثار بالمناصبِ والخدماتِ .... إلخ هذه الأدواءِ التي لو لم يوقفُ سريانها - لا قدّرَ اللهُ - لأضحت كفيلةً بتقويضِ المجتمعات ، والاتيان على بنيانها من القواعد .



تعليقات
إرسال تعليق