يا جارة الياسمين أنيسة الشام
طال الغياب متى فرح القدوم
.
ويا ليت للقلوبِ رسولٌ يعلَمُ
يُخبرني هل ما زالَ قلبها بي هيمٌ
.
بالأمس رحلت ثلاثون عام
ومُذ رحلت على هجرِها كليم
.
أيامٌ تمُر ظلماء على مظلوم
تتلوها أسابيعٍ وشهورٌ وأعوام
.
وقف قلبي حائِرً أضناه الأوام
على بئر أطلاها ينتظرُ الوئام
.
أمست دياري حزينة تكتِمُ
أسرارِها ويا ليتني بِها عليم
.
خَلت من بعدِها فرحة الغرام
والحُزن بات لقلبي مرام
.
بكيتُ والدمعُ في المجاري علقمُ
تَخضبَ بياض الدمعُ بالدمِ
.
ناديتُها والصدى ضَمْضَمَ
بكى الأعمى وحزِن الصَممُ
.
الطير خجلاً مني حولي يرتمِ
الهواء يُلاطِفُني كأنهُ يتكلمُ
.
تمنيتُ الظُلم لهُ لِسانٌ يتكلمُ
وأسألهُ بأي ذنبٍ أُظلمُ
.
أقُضُ على الأنيابِ أشدُ المعصمِ
والقلبُ لِظُلم عِشقِها مُستسلِمٌ
.
تارةً يندبُها وتارةُ يبتسمُ
أشعُر بها حولي ثُم تنعدم
.
أستأنِسُ بلُقاها والليلُ وهم
الصباحُ يمحوا بداخلي الحِلم
.
من أنين قلبي يبكِ القلم
دمُعهُ حِروفٌ تقرأُهُ الأُمم
.
لو درت مُعذبتي ما بيا من ألمٌ
لأتت على عجلٍ حافية القدمِ
.
حُرمتِ علي حبيبةً وزوجةً مُكرمُ
ويا دهر كم كُنتَ للظُلمِ سندٌ وخدمٌ
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
تعليقات
إرسال تعليق