التزكية والنفس كتب/ أحمد فوزي

التزكية والنفس 
 كتب/ أحمد فوزي 


دائما ما يتكلم الانسان عن نفسه فى أحاديثه وخطاباته .. فيقول : - أنا عمرى فى حياتى ما كدبت .. - أنا شريف أوى وأمين أوى ومخلص أوى .. - ربنا خلقنى طبيب أوصف الحالة .. أبقى عارف الحقيقة وأشوفها .. - كل الدنيا بتقول أسمعوه .. مين الدنيا .. خبراء المصلحة  والمستفيدين  والمتحولين والمنافقين لو حبيتم .. - الكلام اللى إحنا بنقوله كلام نقى وشريف ومخلص .. مافيش منه هدف غير المصلحة .. - ماتسمعوش كلام حد غيرى .. فكرت فى أن أتصفح بعض المواقع فى الإنترنت .. بحثا عن رأى الدين الإسلامى فيمن يزكى نفسه .. فوجدت الشرع الحكيم يقول : "فلا تُزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" .. بهذه العبارة المختصرة التى تفيد الإطلاق والعموم .. نهى الشرع فى نصوص من القرآن والسنة عن تزكية الإنسان نفسه ومدحها والثناء عليها .. اللـه هو الذى يزكى النفوس وليس لأحد غيره .. هو العالم بمن يستحق التزكية من عباده ومن لا يستحقها .. قال اللـه تعالى : "ألم تر الذين يُزكون أنفسهم بل اللـه يُزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا" .. وتزكية النفس من أخطر الأمراض القلبية ومن مداخل الشيطان .. فالنظر إلى النفس بعين الكمال يُعمى القلب عن رؤية عيوبها وأمراضها التى يجب معالجتها .. وهو منبع الكبر والعجب والاختيال .. قال اللـه تعالى : "إِن اللـه لا يحب كل مختال فخور" .. وحذر الرسول من الكبرياء فقال فى صحيح مسلم : "ولا يدخل الجنة أحد فى قلبة مثقال حبة خردل من كبرياء" .. وتزكية النفس تكون على درجات متفاوتة .. فأحيانا تكون داخل النفس دون أن يظهر فى الكلام .. وأحيانا تزداد حتى تظهر على اللسان .. فيمدح المرء نفسه .. ويعدد كمالاته ورجحان عقله وفكره وقيادته .. وهذا هو أول طريق هلاك الإنسان أو بداية النهاية ..

تعليقات

المشاركات الشائعة