خضری وسرمدي والشعر ... بقلم د. شفیعه عبد الکریم سلمان
خضري وسرمدي والشّعر
ونشأتُ في بيتٍ كلامُه من شعر.
ولم أكتب الأشعارَ، في بادئ الأمر
إلّا كذكرى بين نفسِي، ودفتري
وغمَرْتُ مَوْهبتِي، ولمْ أنْشُرْ سطرْ
حتّى أتى الليثان خضري،وسرمدي
كي يُعْلمَانِي أنّ عندَهما أمرْ
جاءا إليّ ليأخُذا منّي العهد
أنّي أباركُ للدّفاعِ عن الخَطَر
بارَكْتُ ماجاءا لأجله قائلة:
بُوْرِكْتَ ياسرْمَد، وبوْرِكْتَ خضرْ
عَيْنايَ أنتما ياضناي،ومهجتي
لكُما أبارِكُ كلّ مايعني الأمرْ.
إلى ساحةِ الشّرفاء راحا انطلقا
ويطمئناني عنهما عبرَ الشّعرْ
بالمثلِ أكتبُ، ثمّ أُخفِي تَجَمُّري
ولامِنْهما أحدٌ بِضَعْفِي قدْ شَعَرْ
وهُمَا كذلكَ أخفيَا عنّي الأسى
وشِعْرُهما كانَ يَقِيْنَاً بالنّصر
وأقرؤه فَرِحَه بما هُمَا يُوْقِنا
وأكتُبُ مايملأهُما قوّة,وصبرْ
كَتَبْنَا من الأشْعَارِ ماكانَ كافيَاً
ليكونَ ديْوانَاً،وأكثَرْ مِنْ سِفِرْ
لكنّنا لم ننتبِه،أنّ سنَفْتَرق
فلم نوثّقها ، ونُعْنَى بالنّشر
واسْتُشهِدَ خضرُالصّغيرُ أوّلاً
وتلاهُ سرمدُ بعدَ شهرين
وعشرين يومٍ من الشّهر.
من وقتِها لم يترُكا لي من أثَر
وحدي أنا تابعتُ ماقدْ بدأتُه
والحزنُ أبقيْه، بقلبي مستترْ
أحرقتُ أوراقاً كثيره لتُنْسِنِي
فقدي لسرمد، بعد فقدي لخضر
وأمحوسواها،لاأوفّر حُبْرَها
وتجتاحُني نوباتُ شتّى من القهر
ولا يوم أشكو للبشر،عن كربتي
أصوغُ معاناتي بنوعٍ من الحذر
ولم يكُ يعنيني عمودي، ولانثر
بل أعنى في تفريغ شحنات الألم
وللنّاس أبدو، كأنّي أيّوب الصّبر
يستغربون الأمر، ثمّ يهمسُون
ياهل ترى معقول ماعندا قهر؟
وتسمعُهم أذني ، وماجاوب كلام
لكنّ فعلي يترجمُ معنى الصّبر
ومن بعدعام بدأتْ أنشُرُ ما أحسّ
ولم أدّعِ (ي) يوماً بعملقةِ الشّعر
وأعترفُ دوماً، بأنّني مازلت
لليومِ أحبو نحو حرفٍ من الشّعر
وللآن لم أبلغْ أنا حدّ الصّفر
ليثايَ كانا شاعرين حقيقةً
واستبشرا نصرا،ً وقدْ تمّ النّصرْ
هما ضحّيا طوعاً،لأجلِكِ ياغلا
أنت ياأمّي يا سورية أمّ النّصر
لروحيهما التّقديس سرمد وخضر
الباحثة الإعلامية التربوية:
د.شفيعه عبد الكريم سلمان
أمّ الشهيدين خضر وسرمد



تعليقات
إرسال تعليق