***( غطس في ليال حالكة )***
***************بقلمي :
ميساء دكدوك /سوريا/
-------------------------
في كآبة ليل مظلم والصراخ صامت..
حيث الألوان كلها سوداء مدلهمة
والشجرات يزحفن حافيات نحو النهر
ثمة شجرة ترخي أساها فوق ...
وجه القمر ظلا .
قصة أخبرني بها صدى صوت ...
من الأعلى ...
ثم تلاشى
إنها امرأة سقطت في النهر ...
يداها من دم ..
وعيناها من داج باك
كل شيء ساكن كصوان ...
أو كمستحاثة
نار خامدة واللون صار رماديا ..
صدأت الذاكرة ...
سقطت المرأة في النهر
أتساءل :
من أين الصدى ؟
قد يكون رجلا من حانة التيه ...
وقد يكون رجلا أخطأ ثم فر يتعثر... بخطاياه .
اللون الرمادي يصرخ بصمت ...
خطوة ،خطوتين ...
ثم يبدأ السيل
الظل متسخ مذعور ..
أكتشف شجرة في صدى الصوت ..
شجرة أخرى ، وأخرى ...
ولا يكتمل الرتل ....
الليل المظلم يبكي ويبحث في نفسه
متسائلا :
في أي يوم أنا ؟!
هل الجمعة أم الأحد ؟
سمعته شجرة صامتة ...
وأخذت تعترف بقصص لا عداد لها
تضغط الذاكرة على صدرها عبئا
فاقت يناديها الطريق والليل كئيب
عدد الرجال الذين يملكون الفؤوس بلا نهاية .
عدد الرجال الذين يدعون العفة ويشربون الآثام بلا نهاية .
لايميزون بين النهار و الليل
عيونهم على الشوارع الحالمة ...
والأشجار البكر ...
التي تسير جاهلة وتسقط في النهر.
إنها مأساة الحرب .
كائنات ظمأى يقودها الحزن والعوز.
إلى وسائد سوداء باردة .
وأهل العلم يضيعون لياليهم في الحساب والجبر .
في مخابر صياغة مخدر جديد .
يلونون بالدم كؤوس الكريستال المملوءة بالخمر.
فرسان الزمان ارتموا في شهوة البحر ...
وامتلأت عيونهم بالملح .
تاركين عري الشجرات للخريف ..
يشرب نسغهم .
يفضلون الموت على الحياة
وأهل النعم لا يدركون سر الأكواخ
وبيوت الصفيح .
راكضون خلف الكنوز ...
متناسين الفروض .
لا لغة مشتركة بين الكائنات
أصغي إليهم من خلف المدى .
يحلمون السكن في السماء
يبنون السدود بينهم وبين البؤساء
لايصغون إلى جلجلة أو آذان .
أنظارهم على العروش والتيجان
يتبادلون أحاديث الطرشان
(كل يحلم على ليلاه ) .
ويريد تحقيق الأحلام
ولو كانت نبتة قريص راقصة على ..
نافذة القوافي.
**********
***16/9/2019.
تعليقات
إرسال تعليق