التنمية الاقتصادية بين النظرية والتطبيق بقلم الدكتور عطيه المسعودي

📊التنمية الاقتصادية بين النظرية والتطبيق

⁦✍️⁩تمهيد: 

          لم يتفق الكتَّاب في ميدان التنمية الاقتصادية علي تعريف محدد وموحد لها، وذلك لأن الميدان فسيح، وجوانبها كثيرة ومتعددة وكثيرة، بل إن المصطلحات المستخدمة في التعبير عن هذا الميدان تتعدد؛ فهناك من يستخدم تعبير "تنمية اقتصادية"، وهناك من يستخدم تعبير "النمو الاقتصادي"، وهناك من يفضل تعبير" التغير طويل المدي" بيد أن التعبيرين الأولين هما الأشهر والأكثر إستخداماً. 

ومن ثم فهناك من يراهما يحملان نفس المضمون، أي أنهما مترادفان، وهناك من يري فرقاً بينهما، ونحن مع الفريق الثاني، وذلك أنه يمكننا أن نلحظ فرقاً كبيراً واختلافاً واضحاً بين ما تحقق من نمو اقتصادي عبر التاريخ لعدد من المجتمعات، وبين ما يمكن أن تقوم به مجتمعات أخرى في ظروف خاصة لتلحق بركب التقدم. 

⁦✍️⁩ لقد نمت مجتمعات عدة خلال فترات زمنية ممتدة حتي وصلت إلى قمة التقدم الاقتصادي، وقد كانت تسير سيراً عادياً، لم تتعمد أو تقصد الانتقال من حال لحال، وإنما كانت تمارس حياتها، ويحسن كل فرد فيها من أوضاعه، وتستخدم ما تصل إليه من مخترعات وابتكارات حتي وجدت نفسها خلال قرون وقد امتلكت ناصية التقدم. 

⁦✍️⁩ هذا هو الذي حدث للدول الأوروبية الغربية التي بدأت منها الثورة الصناعية، وبخاصة( انجلترا ) ابتداء من 1760م وخلال القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر والقرن العشرين، تراكم لديها قدر ضخم من رأس المال وبنت اقتصادها ورفعت مستوي معيشة سكانها وامتلكت ناصية التقدم، وقد حدث ذلك متأخراً نسبياً في الولايات المتحدة واليابان، وهذا هو حال البلاد صالتي يطلق عليها وصف البلاد المتقدمة اليوم.. 

 📊 أولاً مفهوم التّنمية الاقتصادية:

⁦✍️⁩هي عبارة عن أحد المقاييس الاقتصاديّة المعتمدة على التكنولوجيا، للانتقال من حالةٍ اقتصاديّةٍ إلى أخرى جديدةٍ؛ بهدف تحسينها، مثل: الانتقال من حالة الاقتصاد الزراعي إلى الصناعي؛ أو الانتقال من الاقتصاد التجاري إلى التجاري المعتمد على التّكنولوجيا.

 وتُعرَّف التّنمية الاقتصاديّة بأنّها العمليّة الهادفة إلى تعزيز نموّ اقتصاد الدّول؛ وذلك بتطبيق العديد من الخُطط التطويريّة، التي تجعلها أكثر تقدُّماً وتطوّراً، ممّا يؤثّر على المجتمع تأثيراً إيجابيّاً، عن طريق تنفيذ مجموعةٍ من الاستراتيجيّات الاقتصاديّة الناجحة

👈وتُعرّفُ أيضاً بأنّها سعي المجتمعات إلى زيادة قدرتها الاقتصاديّة؛ للاستفادة من الثّروات المُتاحة في بيئاتها، وتحديداً في المناطق التي تعاني غيابَ التنوّع الاقتصاديّ المؤثّر سلباً على البيئة المحليّة عامّةً.[] 

👈 حيث تُعدّ التّنمية الاقتصاديّة فرعاً من فروع علم الاقتصاد؛ حيث ساهمت في تطوير القطاعات الاقتصاديّة في الدّول النّامية ونهوضها؛ لذلك تعدُّ من الوسائل المُعزّزة للنموّ الاقتصاديّ في العديد من القطاعات العامّة، مثل: التّعليم، والصحّة، وبيئة العمل، والسّياسات الاجتماعيّة، وغيرها من القطاعات التي تسعى إلى زيادة كفاءتها وقدرتها على التّأقلم مع الظّروف الاقتصاديّة المؤثّرة على قطاع الاقتصاد؛ سواءً الكليّ، أو الجزئيّ.[]

 تاريخ التّنمية الاقتصاديّة إنّ التفكير الحقيقيّ في التّنمية الاقتصاديّة يعود إلى فترة ما بعد الحرب العالميّة الثانية؛ وخصوصاً بعد خضوع العديد من الدّول للاحتلال الأوروبيّ، إذ أثّر كثيراً على مجتمعاتها؛ بسبب استغلاله المواردَ الطبيعيّة فيها، وبعد إنهاء الاحتلال الأوروبيّ لهذه الدّول، بقيت تعاني انخفاضاً في معدّل المستوى المعيشيّ، مع انتشارٍ ملحوظٍ للمجتمعات الفقيرة، المعروفة في الأدبيّات الاقتصاديّة بمصطلح الدُّول النّامية.[]

 اعتمد تطبيق التّنمية الاقتصاديّة ودراستها في القرن العشرين على إدراك مجموعةٍ من المعايير والمؤشّرات المُستخدَمة للتّعامل مع الدول، وخصوصاً النّامية منها؛ لذلك لا يوجد إلى الآن تعريف ثابت لمصطلح الدول النّامية، ممّا أدّى إلى ضرورة تفعيل دور القياس في فهم التّنمية الاقتصاديّة لهذه الدّول، لذا تمّ الاعتماد على معيار دخل الأفراد؛ لأنّه من أهمّ المعايير الاقتصاديّة تأثيراً على الاقتصاد؛ إذ كلّما كان الدخل الفرديّ مرتفعاً، أدّى ذلك إلى نموّ الاقتصاد، وهكذا أصبح للتّنمية الاقتصاديّة دور محوريّ ومهمّ في الواقع الاقتصاديّ للدّول، وتحديداً تلك التي تعاني صعوبةً كبيرةً في التعامل مع قطاع الاقتصاد الخاصّ بها، ممّا يدفعها إلى تطبيق خُطّة استراتيجيّة وتنمويّة؛ بهدف دعم التّنمية الاقتصاديّة فيها .

📊ثانياً مفهوم النمو الاقتصادي:

     ⁦✍️⁩ هو عبارة عن عملية يتم فيها زيادة الدخل الحقيقي زيادة تراكمية ومستمرة عبر فترة ممتدة من الزمن (ربع قرن) بحيث تكون هذه الزيادة أكبر من معدل نمو السكان، مع توفير الخدمات الإنتاجية والاجتماعية وحماية الموارد المتجددة من التلوث، والحفاظ علي الموارد غير المتجددة من النضوب.

  

  ⁦✍️⁩📝ونخلص من كل ما سبق إلى ما يلي: 

⁦✍️⁩أن النمو الاقتصادي يصف الحالة التي مرت بها البلاد المتقدمة والتي قطعت طريق النمو في يسر وسهولة وخلال فترة ممتدة عبر الزمن ..

⁦✍️⁩أما التنمية الاقتصادية فهي تصف سلوك الدول التي تتعمد أن تحقق التقدم الاقتصادي في أقصر فترة ممكنة، أي تتعمد إحداث التقدم وتحقيق التنمية الاقتصادية، وبهذا يتضح لنا الفرق بين تعبير النمو الاقتصادي وبين التنمية الاقتصادية، ويتضح لنا شأن التعبير الذي سيصحبنا في دراستنا هو تعبير "التنمية الاقتصادية" وليس" النمو الاقتصادي".

📢وإلي حلقة جديدة ومقال جديد حول التنمية الاقتصادية بين النظرية والتطبيق.

والله أسأل لي ولكم الفهم والعلم والعمل والاخلاص والقبول. 

⁦✍️⁩#الفيلسوف_الاقتصادي

⁦✍️⁩#ابْــنُ_المَسْـــعُودي⁦🇪🇬⁩