《 التقوي سلوك وأسلوب حياة 》
د / أمينة ناصف
مستشارة تربوية وأسرية
إن نمو بذور التقوي إنما يكون في بوتقة القلب وتترجم إلي حركات الأنسان وأحواله كما قال النبي صلي الله عليه وسلم { التقوي هاهنا } وأشار إلي صدره . والتقوي الحل الأكيد لأزمات الحياة وهي القوة المحفزة لتحقيق الأهداف الكبيرة بل هي الغاية لكل مايحبه الله ويرضاه؛ والتقوي في اللغة هي، أن يصل الإنسان بنفسه ألي منطقة الحماية والصيانة من كل مايضره وهناك تعريف آخر للتقوي يمثل الجانب العملي في حياتك وهو 《ألايراك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك》
والتقوي هي الحالة التي يكون فيها الأنسان مراقبا لنفسه وسره ونواياه فيلجم نفسه عن معصية الله ويأمرها بطاعته وكل مايعزز هذه الحالة من حسن إدارة الجوارح للرقي بالذات في درجات التقوي لذلك أجعل هدفك الأسمي في الحياة تقوي الله لأن أساليب الحياة المعتادة يمكن تغييرها والتصرفات السلبية يمكن تعديلها وتحويلها إلي إيجابية بالعلم والفهم والقناعة وقوة الإرادة والرغبة والتدريب علي العمل وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( تعودوا الخير فإنما الخير عادة )
ولأهمية التقوي قرنها الله في مواقع عديدة وجعلها هدف عام لكثير من الأعمال القلبية وجعلها شرط لقبول الأعمال والفوز بالسعادة الأبدية منها:
١/ قبول العمل عند الله {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
٢/ آجر الآخرة( والآخرة خير لمن اتقي )
٣/سعة الأرزاق وتيسير الأمور { ويرزقه من حيتث لايحتسب }
٤/ معية الله { واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين}
٥/ التقي حبيب الله ووليه{ إن الله يحب المتقين }
٦/ التقوي هي الهدف العام من الصيام{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
فلنبدأ من الأن في ممارسات سلوكيات إيجابية وتغيير القناعات السلبية بطرق علمية نبني بها التقوي خطوات ولنجعلها زاد معنوي نقوي بها الأرواح و تحيي بها القلوب ورمضان فرصتنا لذلك وأسال الله لي ولكم أن يرزق نفوسنا تقواها ويزكاها هو خير من زكاها وهو وليها ومولاها
تعليقات
إرسال تعليق