اخطأء ترتكب في حق طفلك
بقلم دكتور دعاء الغندور مستشار اسري وتربوي واخصائي تربيه خاصه
هناك بعض الأخطاء في أساليب التربية قد تكون ناتجة عن جهل الوالدين بالطرق الصحيحة، أو لاتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات أو لحرمان الأب أو الأم من اتجاه معين فيعوض النقص
الحياة ليست وردية بعد الزواج كما تعتقدين، بالطبع السعادة قرار، ولكن هذا لا يعني خلوها من المسؤوليات، وأن تصبحين أما لأول مرة خطوة كبيرة تحتاج إلى النضج الكافي، حيث سيكون لديكِ طفلا صغيرا مسؤولة عنه وعن تكوين شخصيته، وتربيته بطريقة تليق بكِ وبالمجتمع. وعند النظر إلى الأسر المصرية المختلفة، وبالتركيز على البيئة التي يعيش فيها الأفراد، هناك الكثير من الاختلافات في تنشئة الأبناء، فكل أم تنشأ طفلها مثلما نشأت مع بعض الاختلافات البسيطة الناتجة عن فرق الأجيال والعصور.
هناك بعض الأخطاء في أساليب التربية قد تكون ناتجة عن جهل الوالدين بالطرق الصحيحة، أو لاتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات أو لحرمان الأب أو الأم من اتجاه معين فيعوض هذا النقص لدى ابنه بشكل كبير، وهذه الزيادة المفرطة في المشاعر أو طرق التربية قد يكون لها نتائج عكسية.
بعض الأخطاء غير السوية تترك آثارا سلبية على شخصية الأبناء، لذا دعينا نتعرف على تلك الاساليب الموجودة في التربية والتي تركز عليها أسرة معينة كما تتشارك بعض الأسر نفس الأسلوب.
1- التسلط أو السيطرة
كونك تربين طفلك لا يعني الوقوف الدائم أمام رغباته، ومنعه من القيام بسلوك معين، حتى إذا كانت مشروعة، وإذا كان طفلك عنيدا ولا يلتزم بما تريدينه لا يعني هذا استخدام العنف أو الضرب، على سبيل المثال إجباره على ارتداء ملابس معينة، ظنا منكِ أن ما تفعلينه في مصلحة طفلك.
بعد تعود طفلك على هذه الأساليب في التربية منذ صغره، تنشأ بداخله شخصية شديدة الخضوع، يتبع الآخرين بدون تفكير، بالإضافة إلى عدم القدرة على إبداء الرأي والمناقشة والقلق الدائم، بالإضافة إلى عدوانية طفلك.
2- الحماية الزائدة
على الرغم أنه عليكِ حماية طفلك من المخاطر والأشخاص السيئين، لكن هذا لا يعني الحماية الزائدة والتدخل في قراراته البسيطة، بل يجب إعطاؤه حرية التصرف في كثير من أموره، مثل حل الواجبات المدرسية بدلا منه.
أسلوب الحماية الزائدة يؤثر على نفسية طفلك بشكل كبير، حيث يصبح ضعيف الشخصية ويعتمد على غيره، بالإضافة إلى شعوره بالإحباط، وعندما يكبر طفلك قليلا ستلاحظين أنه لا يثق في قراراته ولا يستطيع تقبل النقد.
3- التأثر بالمزاجية
يجب ألا تتركين المزاجية تؤثر في أساليب تربيتك لطفلك، بمعنى آخر، يجب ألا تسمحي لطفلك بالتصرف بطريقة معينة اعتمادًا على ما إذا كنت تشعرين بالسعادة أو الغضب أو التعب، لأنه إذا حدث ذلك يستقبل طفلك تعليمات متناقضة.
4- استخدام عبارات مهينة تجاه طفلك
لسوء الحظ، من الشائع جدًا رؤية بعض الأمهات مع طفلها دون احترام، على سبيل المثال، قد تستخدم تعبيرات مثل "كنت أعلم أنك ذاهب إلى كسر ذلك"، أو "أنت دائمًا ما تخيب أملي"، لذا يجب على الأم الحفاظ على دورها والسيطرة على الموقف حتى وإن كان طفلك يستفزك.
5- التدليل
لديك طفلك واحد؟.. هذا أمر جيد ولكن لا يعني تنفيذ جميع رغباته، فالتوجيه مهم في هذه المرحلة، حيث إن بعض السلوكيات قد تكون غير مقبولة عند تنفيذها لطفلكِ، فعلى سبيل المثال، عندما يكسر الطفل لعبة ما لأحد الأطفال فلا يجب حمايته وإخفاء ضرره، بل تعليمه الخطأ والصواب.
هذه الطريقة المتبعة في تربية طفلك تجعله لا يستطيع الاعتماد على نفسه، بالإضافة إلى اعتياده على تلبية طلباته، ويصبح شديد الحساسية وكثير البكاء، وكلما كبر لا يستطيع التكيف مع البيئة الخارجية.
6- التذبذب في أساليب الثواب والعقاب
عدم استقرارك على رد فعل معين نتيجة تصرف غير لائق لطفلك أمر محير للغاية بالنسبة له، فقد قوم بسلوك معين وتفرضين عليه عقاب، وفيما بعد يقوم بنفس السلوك فتكافئينه.
اتباعك هذا الأسلوب يجعل شخصية طفلك متقلبة، كما يظهر التذبذب في أسلوبه، وعندما يكبر ويتزوج يتولد تنتقل هذه التصرفات والشخصية إلى أبنائه أيضا.
تربية الأطفال ليست بهذه السهولة، الأمر يحتاج إلى دقة والتركيز على التفاصيل الصغيرة، فكل سلوك صغير أو كبير يكون له تأثير على طفلكِ، لذا ركزي على ما تقومين به.
تعليقات
إرسال تعليق